الساعة الرابعة والنصف من يوم الاثنين 15/4/1918م - اسكوتلاندا ،،
في هذه الساعة وقف شاب ٌ في مقتبل العمر يحمل جعبة" في حين
نظراته يحتريها خوف – مما – لا احد يعلم ..وينتظر قدوم القطار ،،، قاصدا"
شمال ايرلندا ( ارض المحبوبة ) حيث ان نقطة الانطلاق تبدأ من ادنبره( Edinburgh ) ) مرورا" بمناطق خضراء جميلة ،،، هذا يعزف لحن الموت بآلة القربة bagpipe وهذا يستخدم
الآلة ذاتها لزواج ابنته الصغيرة ،،، وهذا يحتفل بقدوم ابنه مكللا" بالنجاح في
احد المعاهد التعليمية ،،،، وهذه تحاسب طفلها على تأجيله ما يجب القيام به
من متطلبات الحياة خوفا" ان يأتي عليه يوما لا يستطيع ان يقدم لنفسه ولا لعائلته ادنى حاجاتهم الاساسية ،،،، وهناك أناس ٌ تواقون
لرؤية آبائهم وابنائهم بعد طول انتظار – احدهم ينتظر ويظفر برؤيتهم سالمين – ونفر ٌ من الناس
ينتظر ولا حياة لمن تنادي ، يرجع خائبا" وهائما" على وجهه لايستطيع ان يحمل حتى جعبتا" كما فعل هذا الشاب
في هذا الحين ،، تتعالى الالحان الاسكتلندية الجميلة على اصوات – أناس ٍ قد هولتهم الحروب الاهلية – ناهيكم عن الاحتلال البريطاني لها .
لعل القارئ يقول في نفسه ما هذا الشعور المختلط ؟؟
فأجيب على هذا السؤال ،،
عند السفر من منطقة الى منطقة ما ،، الا ترى ان ظواهر الحياة مختلفة ٌ جدا" بين حزن ٍ وفرح ، بين أمل ٍ ويأس
ولعلنا في مجتمعنا هذا يختلط الامر علينا ، بين ماكان وما قد يكون ،، وبين ماهو كائن – عزائنا نحن في هذه اللحظة هو ايماننا بالله عز وجل .
اناس ٌ يشعرون بالأمان وآخرون يتخبطهم الخوف ،، أناسٌ آمنون ولكن لا يجدون قوت يومهم ،،، وأناس ٌ آمنون يجدون قوت يومهم لا يستطيعون أن يحققو ذاتهم ،،، وأناس يستطيعو تحقيق ما ذكر سابقا" ولكن لايستطيعوا أن يحققوا معنى الحب والسعادة ،، كل هذا وانت في مجتمع ٍ واحد ،،
أفتهزأ مني عندما أهذي بكلمات ومشاعر مختلطة ؟؟؟
ولكني ادعوكم جميعا" ان تكونوا مثل هذا الشاب ،، يحمل عدة اشياء" في هذه الجعبة وهي انه ،،،
بسفره قد يحقق حلما" طالما تاق الى تحقيقه ، وهدية" زهيدة الثمن – تعبر عن مشاعر جياشة و اخلاص- لمحبوبته التي احبها وهم صغار ، لم تركلهم الحياة بعد .
وصل هذا الشاب لميناء سترينرير stranraer حيث سيودع وطنه ،، سيودع الزي الاسكوتلندي الجميل ، الذي تجسد في تنانير مزركشة مزوقة ٌ ألوانها قاتمة ، وزوقتها حضارتهم الذي يعتز بها .
استقل هذا الشاب مركبا" من الدرجة الثالثة – عيناه تذرف الدموع ، قلبه مع وطنه ، حزين ٌ على عائلته
التي فقدها ، إثر الحروب الاهلية البائسة ،، يتساءل في نفسه ؟؟؟
متى العوده ؟؟؟ واترك هذا السؤال للقارئ العزيز .
وهكذا نحن ،، في غربة حتى ولو كنّا مع انفسنا ...
لا يوجد حالياً أي تعليق